الآفــات الاجتماعيــة (الخمـر) - Social ills (alcohol)

  

    الآفــات الاجتماعيــة (الخمـر)

لقـد كـرم الله الإنسـان على باقي مخلوقاتـه، وأفضـل ما كرمـه به هـو العقـل يميـز بـه الخيـر من الشـر والصالـح من الطالـح والصـواب من الخطـأ والمفيـد مـن الضـار، ولكـن الإنسـان لم يكتـرث بهـذه النعمـة بـل ذهـب إلى الحـد من فعاليتـها وتعطيلـها، في بعـض الأحيـان مستعمـلا آفـة الخمـر التي يعتبرها الإسـلام أم الخبائـث لما لـها من انعكاسات خطيـرة على الفـرد والمجتمـع. 

تعريـف الخمـــر:

لقـد سميـت بهـذا الاسم لأنـها تخمـر العقـل أي تستـره وقـد وصفهـا الله سبحـانه وتعالـى بأنها إثـم كبيـر ورجـس من عمـل الشيطـان، فإثـم الخمـر هو إزالـة العقـل الـذي هو أفضـل ما في الإنسـان، وإذا كانـت الخمـور عـدوة لأفضـل ما في الإنسـان وهـو العقـل، فكم من النـاس اغتصبـوا أقـرب الأحبـاء إليهم وهـم تحـت وطـأة تأثيـر الخمر، وكـم من النـاس اقتتلـوا وسفكـوا دماء بعضهـم البعض بسبب السكـر الشديد، وأسـر انهـارت وعائـلات تشتت وأطفـال تيتمـوا بسبب رب أسـرة سكـران.  

أضـرار الخمــر الصحيــة:

يقـرر الأطبـاء أن الجـرعة القليلـة من الخمـر تحدث شيئا من الارتفـاع في ضغـط الـدم، وهـذا الارتفـاع وحـده قد لا يكـون له ضرر كبيـر، ولكـن الضـرر يتضاعـف إذا كان الشخـص مصابـا بمـرض ضغط الـدم، فإذا كـانت كميـة الخمـر وافرة تحـدث هيجانـا يزيـد في الضغط لدرجـة ينفجـر معها شريـان في المـخ يسبـب شلـلا قـد ينجـو منه الشخص جزئيـا أو لا ينجـو كليـة.

 

 

والخمـر تؤثـر في غـدد الجسـم عمـوما وتسبـب الاضطرابات القلبيـة وتفتـك بالجسـم من خـلال مـرورها بالأنبـوب الهوائي، ومن المعـروف أن الكبـد هو العضـو الأساسي المعـرض لأضرار المواد الكحوليـة، وغـدة البنكريـاس تتحجـر هي الأخـرى، كما تصيـب الأمعـاء والمستقيم بنزيـف شرجـي وتحقنـات في أسفـل الأمعـاء الغليظـة، كمـا أنها تـؤدي إلى التهابـات شديـدة في الفـم والبلعـوم والمعـدة والأمعـاء والأعصاب والدمـاغ والغـدد الصماء وكذلك الحـواس مثـل العيـن والأذن...

وأما بالنسبة للإنجـاب فإن الخمـر يؤثـر سلبا على حيويـة الجهـاز التناسلي كما أن الأولاد غالبـا ما يصابـون بعاهـات مختلفـة في أجسامـهم لما للكحـول من تأثير فتـاك في النطفـة ولهـذا من المألـوف أن يقـال في فرنسـا مثـلا عن ولد متأخـر عقليـا وجسميـا أنه ابـن يـوم الأحـد باعتبـاره يوم عطلة يكثر فيه تنـاول المسكـرات التي تؤثر على توازن الفرد العقلية و السلوكية بنسبة كبيرة.

أضـرار الخمــر الاجتماعيــة:

 عنـدما يتنـاول الإنسـان الخمـر بصفـة متواصلـة يسمى عملـه هذا إدمانـا، والمدمنـون  أولائـك المصابـون بالأزمة النفسيـة ويبـدأون بتنـاول الخمـر في المناسبـات الاجتماعيـة وبتأثيـر من أصدقائـهم وعند تكـرار ذلك يصبح تنـاول الخمـر لديهـم عـادة، فإن استمـروا عليـها دون انقطاع يتغير سلوكهـم ويصبحـون مهمليـن وقلقيـن خائفيـن، وبالتالـي يضطرون إلى الشـرب أكثـر من ذي قبـل للتخلـص مما هـم فيـه من الحالات الشاذة، ويصيبهـم بعدئـذ التحليـل من جميـع القيـود الاجتماعيـة وفقدان الثقة بأنفسهـم وأسرهـم.

 

ذلك لأن الخمـر تؤثـر بالدرجـة الأولـى على الجهاز العصبـي وتسمـم جميـع مراكـزه في الدفاع فتقتـل الإحسـاس بكل شيء وتقلـل من سيطـرة الإنسـان على نفسـه والتحكـم في سلوكه وإضعاف صـوت ضميـره وذهـاب الحيـاء مـما يدفـع بشـارب الخمـر إلى نبذ الأخـلاق وفعـل كل منكـر قبيـح وأن كثيـرا من الحوادث والسلوكات المخلـة بالآداب يقـع تحـت تأثيـر الخمـر.

 

والإدمـان على الخمـر له نتائـج خطيـرة تنصـب على العقـل مباشرة كضعـف الذاكـرة والتأخيـر في القـدرة على التفكيـر المنطقـي المنظم وتسلط الأوهـام والوسـواس، كما أن الإدمـان يلعب دورا هامـا في الأمراض العقليـة، والخمـر لها أخطـار على السـلامة العامـة حيـث ثبـت أن لها علاقـة وثيقـة بحـوادث المـرور لأن الخمـور تقلل من سرعـة الجسم للتفاعـلات الحيوية داخلـه، ولذلك حرص الإسـلام على سلامة الفـرد والمجتمع من التفكيـك والانهيـار من خلال تحريم كل ما من شأنه إلحاق الضرر بهما والمسـاس بالسلامـة العامة للمجتمع وعدم الإخلال بالفطرة السليمة وسنة الكـون.

***********************

***********************

***********************

***********************